تنتهي يوم الأربعاء 27 فبراير 2008 أشغال المجلس الأعلى للتعليم التي استمرت ثلاثة أيام،خصصت لمدارسة وضعية قطاع التربية والتكوين، خاصة فيما يتعلق بالارتقاء بهيئة ومهنةالتدريس والتكوين، حيث من المقرر أن تقدم المركزيات النقابية الخمس عروضا في هذاالإطار، فضلا عن مدارسة مشروع التقرير السنوي الأول حول حالة منظومة التربيةوالتكوين وآفاقها.
وتنعقد الدورة الحالية للمجلس تحت ضغط تقريري كلمن البنك الدولي حول التعليم، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول التنمية البشرية،واللذين منحا المغرب رتبا متأخرة جدا على الصعيد التربوي إقليميا ودوليا، مما يفيدفشل منظومة التربية والتكوين بعد 9 سنوات من العمل،وفي تعليقه علىذلك، قال خالد الصمدي، خبير تربوي، إن المطلوب اليوم من المجلس أن يحدد أسباب الفشلالتي تحدث عنها تقرير البنك الدولي، وبالكشف عن الوضعية الحقيقة لمنظومة التربيةوالتكوين في بلادنا، واقتراح الحلوةل الملائمة والمناسبة والشجاعة، وأكد الصمدي أنما ينقص المغرب اليوم هو الشجاعة السياسية، ما دام الميثاق الوطني قد حدّد مداخلالإصلاح. وأضاف الصمدي أن المطلوب اليوم هو الإرادة السياسية لأن هناك قضايا تتطلبذلك، مثل أداء الأسر، والالتحاق بالجامعة، والشراكة بين الدولة والقطاع الخاص. وشددالصمدي أن يكون فشل التعليم مستقل بذاته، بل هو مرتبط بقطاعات أخرى، وأكد الخبيرالتربوي أن المغرب اليوم يحاجة إلى حوار وطني شامل حول المسألة التعليمية للخروج منالنفق الذي دخلت فيه.
وكان وزير التربية الوطنية والتعليم العاليأحمد اخشيشن قد قدم عرضا أمام البرلمانيين ومختصين في الشأن التعليمي، تضمن أرقاماصادمة، منها أن 40 في المائة من التلاميذ ينقطعون عن الدراسة لأسباب متعددة، يصلعددهم نحو 380 ألف تلميذ لم يبلغوا سن 15 سنة بعد علم ,2006 وكانت دراسة صدرتللبرنامج الدولي للبحث حول القراءة أنجزت عام ,2006 كشفت عن أرقام مثيرة للقلق،منها أن 80 في المائة لا يفهمون ما يدرس لهم، كما أن 16 في المائة فقط هم منيستوعبون المعارف الأولية لجميع المواد التي تدرس لهم. كما أن التلاميذ المغاربةاحتلوا الرتب المتأخرة جدا في الاختبار الدولي مثلا للرياضيات عام ,2003 كما احتلالمرتبة ما قبل الأخيرة في مادة العلوم (24/,25 بينما احتل تلاميذ الثانوي المرتبة (40/45) وأغلبهم لم يحصل على النقاط الدنيا. وبالنسبة لرجال التعليم، أكدت الدراسةالتي قدمها الوزير أنهم ''ضحايا ومسؤولون''، إذ أنهم بحاجة إلى التكوين المستمر،فضلا عن أن العاملين منهم في القطاع الخاص يدخلونه دون تكوين بيداغوجي أصلا، أماتجهيزات المؤسسات التعليمية فهي كارثية، بحيث إن القاعات الدراسية غير صالحةللتدريس، وتفوق عددها 9 آلاف قاعة، كما أن 60 في المائة من المدارس موجودة فيالعالم القروي بدون كهرباء، منها 75 في المائة بدون ماء. وكان عبد العزيز مزيانبلفقيه رئيس المجلس الأعلى للتعليم قد أقر بوجود اختلالات بنيوية في منظومةالتعليم، وقال إنه مستعد للمحاكمة إذا ثبتت مسؤوليته عن إخفاق نظام التربيةوالتكوين.